إعلان

المراكز الإدارية

الفيس بوك

كاريكاتور

@

صور

من السياسة ترك السياسة/ القاسم بن جدو

اثنين, 04/24/2017 - 11:50

لم يعد الصدق صدقا ولا الكذب كذبا ولا الخيانة خيانة ولا الأمانة أمانة و لا الحرب حربا ولا السلم سلما أصبح القتل حماية وصار الحق صامتا و العدل ضالة لا يحسب له وجود كل شيء أفقدته الخساسة معناه الحقيقي ولا أود أن أقول السياسة كي لا أشارك في غش الكلمات, فلقد سئمنا و مللنا كل أشكال و أنماط ذلك الخداع الفكري فالبصر بالسياسة حقيقة موهبة تتركز على الصدق و الإخلاص و الإستقامة
بيد أن السياسيين اليوم ينتهجون نهج الخساسة يسقون الضعفاء من سراب يخيلوه لأعينهم – مر فيلسوف برجل مصور بين يديه صورة إمرأة قد صورها فأكثر عليها الحلي من الذهب والجوهر فسأله في ذلك فقال المصور لم أستطع أن أجعلها حسناء فجعلتها غنية-
كذلك سياسيونا اليوم اللذين ما فتئوا يتقنون فنون خساسة الكلام ليجعلوها تدب سوسا في عظام أجيال بعد أخرى متناسين نصائح الكبار, نصائح الشيوخ , نصائح من عرف بر الأمان على خطاهم وفي اقتفاء أثرهم ليصنعوا لنا حاضرا خافتا ننظر فيه كل شيء من بعيد في صمت و حزن كادا يقتلاننا وينهياننا , تركا فينا جروحا وآلاما أرادا لها البقاء , تركا فينا أحلاما تموت ,تركا فينا أعراضا تنتهك, تركا فينا دماء تسيل, أرواحا تسلب ... لكن الأمل فينا لن يموت , لن يختفي , لن يسرق لن يرحل ما لم ترحل النوايا الحسنة , الخيرة ,الطيبة لشيوخنا الأشراف ولإخواننا الكرام ولأبنائنا البررة والمواطنون الأوفياء....سيظلون يتخطون البراكين المحمومة ليستلون ابتسامات وعود من وجوه قلقة تدنو من الشمس وتنظر إلى أرياف مرحة تنذر ببناء وتنمية تلوح في الأفق مهما طال الزمن وبعدت المسافة ولكن ماذا عليك وعلي وعلى كل أحرار العالم ؟
علينا جميعا دون استثناء تحديد الهدف والإيمان به و على كل نير خير الفكر أن يخطو في صف واحد مرصوص بتناسق و انسجام مع الساعين إلى تحقيق نهضة تنموية شاملة وأن ننبذ بصفة تامة كل ما يدعو أو يقود إلى الخلافات و القضايا الضيقة كما علينا أيضا أن نتبع تلك الخطوات في خطة مرنة محكمة واضحة بكل تفان وإخلاص.
كما يجب علينا أن نثبت السيادة المطلقة والإستقلالية الكاملة والتجرد من كل ما يؤول بنا إلى التبعية العمياء بداعي السياسة أو أي دعوى أخرى مضللة .
كما علينا أن نستعيد الأمجاد بترميم المجتمع بخلقه قارئا يعي كل مسؤولياته ليعمد كل منا إلى التطوع بما تتيح له قدراته وما تمليه عليه نخوته وشهامته
وعلينا أن ننزل الناس منازلهم ولا ننسى أن نشجع ونكافئ ونحفز الناجحين ونركز على علاج الأخطاء لا التركيز على الأخطاء نفسها وإلقاء اللوم على النفس كي نتجنب تغطية شمس الحاضر بغيوم الماضي وعلينا أن لا ننتظر التغيير من الآخرين بل يجب أن يبدأ بنا نحن أنفسنا ونجعل الآخرين يقتدون بنا ويحذون مسارنا كأفضل نهج نحو البناء والرقي
ويجب أن نركز على الكفاءات وأصحاب الإختصاص ويكون كل منا منطلق مما يتقنه ويجيده ثقافة وهواية ولا نهمل أي جهد لأي فرد نحو الهدف , نصغي ونمد الأيادي و نفسح المجال للمزارع المتمرس في حقله والعسكري المتدرب في قاعدته والمدرس المثابر في فصله والتاجر المرابط في دكانه والطبيب المؤازر في مكتبه وأن نرسخ فينا القيم النبيلة كما كانت فطرتنا على ذلك ولا ندع أنفسنا تنجرف تحت وطأة السياسيين بل نجعل السياسيين يدرؤون بتلك اللشيم السامية العالية ليرجع كل شيء إلى أصله ليسود الإطمئنان ويعم السلام حفظ الله موريتانيا,