إعلان

المراكز الإدارية

الفيس بوك

كاريكاتور

@

صور

المكلف بالعمليات الانتخابية بحزب الاتحاد يشرح اسباب فشل الحزب فى سيليبابى

اثنين, 11/25/2013 - 21:54
د.محمد الأمين ولد عبيد

بعد ظهور نتائج الانتخابات البلدية والنيابية في مقاطعة سيليبابي التقينا

د.محمد الأمين ولد عبيد، المكلف بالعمليات الانتخابية في حملة حزب

الاتحاد من أجل الجمهورية على مستوى مقاطعة سيليبابي وأجرينا معه

الحوار التالي:

 

ولدينج انفو:

ما هي قراءتكم لنتائج الانتخابات بصفة عامة ؟

 

د.محمد الأمين ولد عبيد:

بصفة عامة أرى أن الانتخابات كشفت عن أن المشاركين فيها كسبوا رهان إقبال الناخبين، فكانت نسبة المشاركة فيها عالية، وأوضحت حقيقة أساسية وهي أن خطاب المعارضة المقاطعة عجز عن إقناع الجمهور، وبالتالي فهي بحاجة إلى إعادة النظر في أساليب عملها وفي مفردات خطابها، الذي ثبت أن المواطن لا يعيره أي أهتمام.

كما أن هذه الاستحقاقات كشفت من جهة أخرى عن العجز الكبير للجنة المستقلة للانتخابات، وأظهرت جليا أثر غياب القانونيين المختصين فيها، ويتجلى ذلك في إرباكها للناخبين - الاميين في غالبيتهم – بكثرة بطاقات الناخب، وصغر حجم شعارات الاحزاب فيها، وتعدد البطاقات كل ذلك خلق فوضى عارمة في القواعد الشعبية للأحزاب بسبب إمكانية تصويت الشخص الواحد لعدة احزاب، فبما أن القوانين كرست امتلاك الحزب للمنصب الانتخابي بدل الأشخاص، كان الاجدى باللجنة المستقلة للانتخابات اعتماد بطاقة الناخب الموحدة التي يكون التصويت فيها على الأحزاب، وبذلك ستوفر اللجنة جزءا كبيرا من الإمكانيات المالية التي استثمرت في البطاقات المتعددة وصناديق الاقتراع، وتجنب الناخب – الذي قلنا بأنه في عمومه مطبوع بطابع الأمية – الارباك.

كما أن فروع اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات اظهرت الانتخابات عدم خبرتها وتخبطها، (على الأقل على مستوى ولاية سيليبابي) فقد اعتمدت حلول متناقضة لبعض المشاكل التي واجهت اعضاء مكاتب التصويت، فهناك مكاتب منع فيها ناقصي الرؤية من الاستعانة بذويهم، وفي نفس الوقت سمح في مكاتب أخرى بذلك، كما ظهر تناقض آخر في التعليمات، حيث اعتبرت اللجنة أن بطاقات التصويت إن وجدت في صندوق غير صندوقها المخصص لها تعتبر لاغية، وبعد ذلك صدرت تعليمات أخرى بأنها تحتسب وتعاد لصندوقها، فهذا القرار الأخير صدر بعد انطلاق عملية التصويت، وهناك أماكن بها مكاتب تصويت لا تشملها تغطية شبكات الاتصال، مما يعني أن القرار لن يصلها وهو ما يؤكد احتمال التناقض بين المعايير المطبقة في مكاتب التصويت.

 

ولدينج انفو:

ما هو سبب تعرض حزبكم الاتحاد من أجل الجمهورية للنتيجة المخيبة في مقاطعة سيليبابي ؟

 

د.محمد الأمين ولد عبيد:

بصفة موضوعية هذه النتيجة ساهمت فيها عدة عوامل، منها ما هو متعلق باختيارات الحزب للمترشحين ومنها ما هو متعلق بالظروف الموضوعية لناخبي مقاطعة سيليبابي، وعوامل أخرى متعلقة بإدارة الحملة.

 

ولدينج انفو:

هل بامكانكم إعطاءنا تفاصيل أكثر عن مستوى إسهام كل من هذه الأطراف في هذه النتيجة المخيبة ؟

 

د.محمد الأمين ولد عبيد:

مساهمة الحزب في هذه النتيجة الضعيفة تتمثل في اعتماده لاختيار المرشحين على معايير أخرى تراعي التركيبة السكانية للمقاطعة أكثر من مراعاتها للوزن الانتخابي للمرشح، وهو الأمر الذي أدى إلى تعرض الحزب لتفكك قواعده، فاغلب منافسيه خارجون من عباءته، ومدفوعون بالرغبة في إظهار وزنهم الانتخابي

.

بالإضافة إلى ضعف الدعم المالي المقدم للمقاطعة من إدارة الحملة الوطنية للحزب فلم تراع فيه الظروف الجغرافية للمقاطعة التي تمتاز بتشتت القرى حيث توجد عشرون قرية في بعض الأحوال تصوت في مكتب واحد، مع وعورة الطرق، وتواجد غالبية كبيرة من الناخبين في مزارعهم التي هي على مشارف الحصاد ومهددة بالطيور والمواشي، كل تلك الظروف كان من اللازم مراعاتها عند تخصيص الموارد المالية، وقد قيل لي بأن إدارة الحملة عند توزيعها للمبالغ اعتبرت أن مقاطعة سيليبابي يوجد فيها داعمون لديهم الامكانيات المالية، وللأمانة لم يتدخل من هؤلاء الفاعلين بشكل فاعل سوى السيد سيدنا سوخنى الذي كان فاعلا طيلة الحملة، وما حققه الحزب من نتائج في البلدية المركزية لسيليبابي كان نتيجة للجهد الذي بذله منسق حملة المقاطعة أشريف أحمد ولد محمد موسى بسبب ظروف فئوية خاصة.

أما إسهام الظروف الموضوعية فيتمثل في انتشار الأمية، والصراعات الحادة بين الفاعلين السياسيين، وتعدد بطاقات التصويت مما فتح لبعض الناخبين تعدد الاختيارات واربك ناخبين آخرين.

وفيما يتعلق بإدارة الحملة فقد سيرها المنسق الجهوي للحملة بشكل فردي وأهمل مزايا العمل الجماعي وقتل روح المبادرة في فريقه رغم احتواء هذا الفريق على كفاءات كانت قادرة على الاسهام الايجابي في الحملة، فالمنسق الجهوي للحملة لم يجتمع مرة واحدة بطاقمه حتى انتهت الحملة ومسك في يده كل الاختصاصات على مستوى مقاطعة سيليبابي، مما وضع الفريق أمام خيار الإلهاء في الصراع معه أو تركه يسير الحملة بشكل انفرادي، على أن يحاول الفريق تلافي ما أمكن تلافيه، وفضلنا هذا الخيار الأخير بسبب حساسية الحملة الانتخابية، وخشية منا أن يتسرب الموضوع لوسائل الاعلام الحرة التي كانت متواجدة في المقاطعة فترة الحملة، ورغم ذلك فقد ابلغنا بعض هيئات الحملة المركزية للحزب بأن يومياتنا في الحملة – في اغلب الاحيان – عبارة عن تواجدنا في الاتحادية ابتداء من الساعة الثانية عشر وذهابنا عنها الثانية زوالا، وفي المساء حضورنا لسهرة عند أحد المرشحين تبدأ العاشرة ليلا وتنتهي الثانية صباحا نستمع فيها (للتبراع) وأغاني غزلية، ولا يوجد فيها ما هو هادف إلا نادرا، ولولا تدخل منسق المقاطعة لكانت اشبه بحفلات فلوكلوية، كما أن المنسق الجهوي عطل مبادرات تشكيل لجان من الشباب حول كل مكتب التي اقترحها مسؤول العمليات الانتخابية، وفي اللقاءات يستكفي المنسق الجهوي باستقبال من جاء إلى مقر الاتحادية، وإن هو التقى  بفرد سماه مجموعة (تاجر، يقول تجار)، ولم يتنقل إلى أي مكان للقاء الوجهاء والمجموعات، وفي مقر الاتحادية التقى مجموعتان فقط هما مجموعة (أهل بوكسه، ومسومة)، وهما المبادرتان بالاتصال، المهم أن الحملة أفرغت من مزايا تعدد عناصرها وتحديد اختصاصاتهم التي عينهم الحزب فيها.

وقد دعمت إدارة الحملة التوجه الأحادي حيث إن الدفعة الأولى من المبالغ المخصصة للحملة عينت إدارة الحملة لجنة لتسييرها وقد اجتمعت هذه اللجنة وقسمتها دون أي مشكلة، لتفاجأ في اليوم الموالي بتعميم يجعل تسيير الدفعة الثانية من اختصاص المنسقية الجهوية للحملة، وقد سيرها المنسق دون استشارة أي أحد.

وهناك عوامل أخرى أثرت في عدم كفاءة الحملة على مستوى مقاطعة سيليبابي آثرت الاحتفاظ بها على ذكرها لطابعها الشخصي، المهم أن كل تلك العوامل متضافرة انتجت هذه الهزيمة.

 

ولدينج انفو:

هل لك من كلمة أخيرة ؟

 

د.محمد الأمين ولد عبيد:

أود أن ألفت الانتباه أن ما قلته في هذه المقابلة هدفه ترسيخ مبدأ النقد البناء، بالإضافة إلى الغيرة مني على حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي اعتبره الحزب الوحيد الذي يمثل الشعب الموريتاني بكافة اطيافه ومكوناته والحاضر على كافة التراب الوطني والقادر – إن أريد له ذلك - على الإسهام الفعال في تغيير العقليات السلبية، ولا أهدف هنا للمساس من أي أحد، بل إن مرادي هو تلافي هذه الأخطاء التي يدفع الحزب ثمنها غاليا، ومن منبركم هذا أدعو حزب الاتحاد من أجل الجمهورية لإعادة هيكلته في اسرع وقت والاستفادة من نتائج هذه الحملة، وتشكيل قيادات قادرة على التخلص من الارتهان لأساليب (حزب الدولة الماضية)، ومستعدة لمواكبة ما يراد من تغييرات سياسية تجعل المنظومة السياسية قادرة على مكافحة الفساد، وتجديد الطبقة السياسية، ومحاربة الفقر، وتدعيم الوحدة الوطنية، وتحقيق الأمن، وترشيد المال العام، وتحديث البني التحتية للدولة، وهي الأمور التي ما فتئ السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ينادي بها، ويعمل من أجلها.

وفي الختام أقدم اعتذاري إن كان ما قلته قد أساء على أحد فليس ذلك هو المقصد.

وأخيرا أشكر موقعكم على الفرصة التي اتاح لي لإبداء هذه الملاحظات.

....

 

للتذكير فإن الدكتور محمد الأمين ولد عبيد أستاذ للقانون العام بجامعة انواكشوط، ومحام لدى المحاكم الموريتانية، وهو من ضمن مجموعة من الأطر انسحبت من حزب حاتم رافضة شعار الرحيل الذي رفعته المعارضة آن ذاك، وانضمت بعد تريث ستة أشهر لحزب الاتحاد من اجل الجمهورية.